الدنيا حلم ، متاعها غرور ، وعودها كذب ، أيامها لهو ، لياليها غفلة ، قصورها ودورها خيالات تضحك بها على الأغنياء من أبنائها .
في بطن الدنيا أكثر ممن على ظهرها ، كلٌ مرتهن بسعيه ، فإذا رأيت أحد أبنائها قويا في جمعها ، مثابرا على الكدح فيها ، فرحا بمالها ، جذلا بوصالها ، مخدوعا بخيالها ، فارث لحاله ، وابك على مستقبله .
تفكر في الآباء والأجداد ومن ذهب ومن رحل ، ومن انتقل ، كم من ذكي في التراب .. كم من ألمعي تحت الرمال .. كم من سيد متوج في ثلة هامده .. كم من إمام جهبذ تحت الرغام ،
( كل شي هالك إلا وجهه ) .
إذا ً فما لك في حيرة واضطراب ؟ ومالك في شرود وذهول ؟ هيا تهيأ لتلك الحفرة .. ومهّد لك فيها فراشا وثيرا من العمل والإخلاص والصدق مع من لا تخفى عليه خافية ، فكأنك بالموت قد حضر ، والفراق قد دنا والأحباب قد تفرقوا ، والبين قد حل