اعــــتــــذار
ولكن لمن يا ترى ؟
اعتذر (( لأحبائي ))
لأني بكيت في وقت فرحهم
و ضحكت في وقت ألمهم
وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم
وصمتّ في لحظة مشاركاتهم
وبقيت في لحظة رحليهم
ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءاتهم
واعتذرت لهم في وقت حاجتهم
وبدون سبب تركتهم
اعتذر (( لقلبي ))
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي
وجرّعته ألما في لحظات حزني
ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري
اعتذر (( لأوراقي ))
لأني كتبت بها وأحرقتها
ورسمت الطبيعة عليها
وبدون ألوان تركتها
وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها
وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها
وعندما اردت الاعتكاف عن الكتابة مزقتها وودعتها إلى الأبد
اعتذر (( للقلم ))
لأني في معاناتي أتعبته
ولأني حملته الألم و الأحزان وهو في بداية عهده
وعندما انتهى رميته
واستعنت بآخر مثله
اعتذر (( لخواطري ))
لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن والألم حاصرتها
فلقد أصبح الكلّ يبحث عنها وعن معاني غموضها
في قواميس لا وجود في هذا الزمن لها
اعتذر (( للواقع ))
لأني بكل قسوة رفضته
وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المُرّة
وشكّلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيمة في المواقف الصعبة
اعتذر (( للأحلام ))
لأني أطرق على أبوابها في كلّ ساعة
وأجعلها تبحرني في كل مكان أريده
فهي من حققتْ كل أمنياتي دون تردد
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت
وكبرت معي أحلامي
ورغم ذلك كله
لا تتذمر و إنما تقول اطلبي وأنا على السمع والطاعة
اعتذر (( للأمل ))
حينما رحلتُ عنه و بدون استئذان
ولازمت اليأس في محنتي ومكابرتي
رغم مرارتي وآلامي أقول بأني أسعد إنسانة
فلقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمتي
وتعذبني في ليلي
دون إحساس الآخرين بي
فعذرا أيها الأمل
اعتذر (( للسعادة ))
لأني عشقت الحزن
وحمّلته شطرا من حياتي
وعشقت البكاء لأني أنفسّ به عن آلامي
وعشقت قول الآآآآآآآه لأنها تطفي حرقة أناملي
وعشقت الجراح لأنها أصبحت قطعة أرقّع بها ثغور ثيابي
وعشقت الصمت في لحظة الألم لأنها تحفظ لي كبريائي
فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي
اعتذر (( للزهور )) وخاصة الحمراء
لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها
وحرمتها من العيش في بستانها
ثم شممتها ولغيري أهديتها
وبعدما لفظت آخر أنفاسها رميتها ودستها
اعتذر (( للبحر ))
لأني عشقته بجنون
وطعنته في خواطري بالمليون
وأضفت إليه الغدر في هدوئه
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مٌختلَقة
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته
اعتذر (( للقاء ))
لأني كتبت عن الرحيل والوداع
ولأني جردته من قاموسي الملتاع
ولأني أصبحت خاضعة للقدر
فآمنت بالرحيل كثيرا
وبكيت لأجله كثيرا
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء
اعتذر (( لأمي الغالية ))
لأنها تألمت عند ولادتي
وسهرت على نشأتي ورعايتي
فتبكي على بكائي
وتسعد عندما تسمع ضحكاتي
وتسقم لسقمي
وتتعافى بمعافاتي
وصبرت وتحملت طيشي وإزعاجي
وتجاوزت عن أخطائي
وتذكرت حسناتي
اعتذر (( للحياة ))
حينما اتهمتها بالقسوة
وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء
وللجبال لأني أنسبها إليّ
وللدموع حينما جمدتها بالعين
ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه
اعتذر (( من حياتي ))
لأني عشتها بملل
وفـوّتُ لحظات حلوة فيها
ولأني بكيت وتمنيت عدم وجودي
اعتذر (( لكلمة اعتذر ))
لأني أدخلتها في بحور شتى من الاعتذار
فشكرا وعذرا
وأدمعت عيناها عندما سمعت اعتذاراتي
ولكن لمن يا ترى ؟
اعتذر (( لأحبائي ))
لأني بكيت في وقت فرحهم
و ضحكت في وقت ألمهم
وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم
وصمتّ في لحظة مشاركاتهم
وبقيت في لحظة رحليهم
ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءاتهم
واعتذرت لهم في وقت حاجتهم
وبدون سبب تركتهم
اعتذر (( لقلبي ))
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي
وجرّعته ألما في لحظات حزني
ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري
اعتذر (( لأوراقي ))
لأني كتبت بها وأحرقتها
ورسمت الطبيعة عليها
وبدون ألوان تركتها
وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها
وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها
وعندما اردت الاعتكاف عن الكتابة مزقتها وودعتها إلى الأبد
اعتذر (( للقلم ))
لأني في معاناتي أتعبته
ولأني حملته الألم و الأحزان وهو في بداية عهده
وعندما انتهى رميته
واستعنت بآخر مثله
اعتذر (( لخواطري ))
لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن والألم حاصرتها
فلقد أصبح الكلّ يبحث عنها وعن معاني غموضها
في قواميس لا وجود في هذا الزمن لها
اعتذر (( للواقع ))
لأني بكل قسوة رفضته
وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المُرّة
وشكّلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيمة في المواقف الصعبة
اعتذر (( للأحلام ))
لأني أطرق على أبوابها في كلّ ساعة
وأجعلها تبحرني في كل مكان أريده
فهي من حققتْ كل أمنياتي دون تردد
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت
وكبرت معي أحلامي
ورغم ذلك كله
لا تتذمر و إنما تقول اطلبي وأنا على السمع والطاعة
اعتذر (( للأمل ))
حينما رحلتُ عنه و بدون استئذان
ولازمت اليأس في محنتي ومكابرتي
رغم مرارتي وآلامي أقول بأني أسعد إنسانة
فلقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمتي
وتعذبني في ليلي
دون إحساس الآخرين بي
فعذرا أيها الأمل
اعتذر (( للسعادة ))
لأني عشقت الحزن
وحمّلته شطرا من حياتي
وعشقت البكاء لأني أنفسّ به عن آلامي
وعشقت قول الآآآآآآآه لأنها تطفي حرقة أناملي
وعشقت الجراح لأنها أصبحت قطعة أرقّع بها ثغور ثيابي
وعشقت الصمت في لحظة الألم لأنها تحفظ لي كبريائي
فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي
اعتذر (( للزهور )) وخاصة الحمراء
لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها
وحرمتها من العيش في بستانها
ثم شممتها ولغيري أهديتها
وبعدما لفظت آخر أنفاسها رميتها ودستها
اعتذر (( للبحر ))
لأني عشقته بجنون
وطعنته في خواطري بالمليون
وأضفت إليه الغدر في هدوئه
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مٌختلَقة
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته
اعتذر (( للقاء ))
لأني كتبت عن الرحيل والوداع
ولأني جردته من قاموسي الملتاع
ولأني أصبحت خاضعة للقدر
فآمنت بالرحيل كثيرا
وبكيت لأجله كثيرا
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء
اعتذر (( لأمي الغالية ))
لأنها تألمت عند ولادتي
وسهرت على نشأتي ورعايتي
فتبكي على بكائي
وتسعد عندما تسمع ضحكاتي
وتسقم لسقمي
وتتعافى بمعافاتي
وصبرت وتحملت طيشي وإزعاجي
وتجاوزت عن أخطائي
وتذكرت حسناتي
اعتذر (( للحياة ))
حينما اتهمتها بالقسوة
وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء
وللجبال لأني أنسبها إليّ
وللدموع حينما جمدتها بالعين
ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه
اعتذر (( من حياتي ))
لأني عشتها بملل
وفـوّتُ لحظات حلوة فيها
ولأني بكيت وتمنيت عدم وجودي
اعتذر (( لكلمة اعتذر ))
لأني أدخلتها في بحور شتى من الاعتذار
فشكرا وعذرا
وأدمعت عيناها عندما سمعت اعتذاراتي