مصراوى كول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قصة ادبية رائعة00000شاهد وشوف وشارك

    avatar
    خيـــــالـــــي
    مصراوى جديد
    مصراوى جديد


    ذكر
    المشاركات : 2
    العمر : 40
    الوظيفه : بدون
    الهويات : ركوب الخيل
    اعلام الدول : قصة ادبية رائعة00000شاهد وشوف وشارك Female63
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009

    . قصة ادبية رائعة00000شاهد وشوف وشارك

    مُساهمة من طرف خيـــــالـــــي الإثنين فبراير 02, 2009 5:02 am

    ابني الحبيب كم تبدو جميلاً .







    أوقات طويلة مرت علينا أنا وأمك ننتظرك ............. ولكن غيبتك طالت .


    انتظرناك منذ أن قيل لنا باستعدادك للقدوم لهذه الدنيا .


    ساعتها لم تسعنا الأرض فرحاً والجبال علواً وفخراً وتغيرت فيّ أشياء كثيرة فأن يكون المولود الأول ذكراً فتلك كانت قمة السعادة لأي أبٍ في بلدنا فما بالك بأن يكون هذا الطفل هو أنت .


    كنا ننتظر ضحكتك جميلة وكانت أيامنا بها أجمل .... أي عينين جميلتين فيك بني .... وأي وجه صبوح فيك بني .


    كم أحب النظر إليك !!!!.









    انتظرنا خطواتك الأولي والتي لم تكن خطواتك وحدك ، لقد كنا كلنا نمشيها معك ونتعثر لتعثرك ونسقط قبلك ونصل إلي الأرض دونك فتبتسم ولا تتألم .







    انتظرنا كلماتك الأولي ....... مازلت أمازح بها أمك وهي تجلس على مرآتها وتمشط شيبها ومازالت هي تضحكها كأنك كنت بالأمس القريب تنطقها .


    أي أيامٍ مرت بني من دونك ، وأي أمال عقدت على قدومك .


    مازال منديل أمك يحمل دموعها يوم وداعك ، ومازال هواء وطنك يحمل أنفاسك .


    مازلنا نجلس كل يوم نستمع إلي مذياعنا القديم لعلنا نسمع صوتك أو صوتك رفاقك أو أي ريح تأتي من صوبك .


    كم حلمنا برايات نصرك ، وكم حلمنا بأن تحملنا على فرسك ، وكم تمنيت أن أقبل سيفك ، بل أثر قدميك على أرضك.









    أرضك أو أرضنا التي لم تعد تحملني من فرط فخري بك وبما تحمله في صدرك من حقٍ لا أدري هل تعلمته مني أم أنا من تعلم منك ؟ !!!







    فرحت يوم قدومك إلى الدنيا بأن لي ولد سيرثني ، كان أقصى أملي أن يرثني ولد ولكنك لم ترضي أبداً بدور الولد فتمرت على الولد لتكون الرجل ولم تكتفي بأن تكون ابني ووريثي وحدي بل صرت ابناً لكل الآباء في بلدك .


    أنت لم تكن معي عندما كنت أجالس الرجال في مجالسهم وهم يذكرون رفاقك وأنت فيهم ، ويتكلمون عن رجولتهم وقوة إيمانهم بقضيتهم ودفاعهم عن حقهم وحقنا ، فكم كنت فخوراً بك ......... بالرجل الذي أنجبت .


    أنت لم تكن معي عندما وضعت قدمي على عتبات سلم الطائرة واُنزلت منها لأمنع من الحج لأني أبوك .


    أنت لم تكن معي عندما منعت من قوت يومي ولم يصرف لي بطاقة الجمعية لأنك من صُلبي .


    أنت لم تكن معي عندما منعت أمك من العرض على اللجنة الطبية لأنها أمك .


    أنت لم تكن معي عندما منع إخوتك من الالتحاق بالجامعة لأنهم إخوتك .


    أنت لم تكن معي عندما كان هاتفنا مراقب طوال الوقت وبيتنا وزوارنا كذلك .


    أنت لم تكن معي ولم تكن معي ولم تكن معي .........{لإنك إرهابي كما يزعمون}.. ولكنك كنت دائماً في قلبي الذي لم يملاه احد غيرك .


    أنت لم تكن معي ولكني كنت فخوراً بك في كل ما جرى لي وكنت أقول أني ادفع ضريبة أن أكون أباً لرجل .









    أخوتك كذلك وأمك وكل جيراننا كانوا فخورين بك بل أن بعضهم كان يحبنا لمجرد انك ابننا .







    كل ذلك كان ....


    أجل يا بني الذي أحب وسأظل أحب .... كان ...









    فمنذ أن مددت يدك إلى جلادي والناس انفضوا من حولي والباقون الآن ينظرون بعين الشفقة على أبيك يبكون حقاً ترجل الفارس المطالب به عن فرسه .







    آه ........ الفرس .. هل تتذكر الفرس التي نحلم بأن تحملنا خلفك ؟







    أي أحلام ضاعت وأي أماني تمرغت في تراب أشواقك وأنانيتك للعودة إلى وطنك .







    لا تعتذر مني لأنك ستعود بدون فرسك وسيفك وبدون حتى راياتك فأنا لست وحدي أبوك ، فكل الآباء أبوك كل من فقد ابنه من اجل حقنا كان ينتظر فيك ابنه ، لا تنتظر مني أن استقبلك فانا نادم على انتظاري لك !!!!







    قلي من استقبل ؟؟







    أنت .......... ومن أنت ؟ ومن تكون أنت ؟ وبأي صفة استقبلك ؟ وأنت قد عدت إلى إنسان ميت ولن أقول رجل فما عدت أرى هذه الكلمة أو المعني في وجوه الناس .







    تريد العودة إلينا تعال ولما لا فلن يضيرنا أن يزداد عدد الموتى الإحياء واحد أو حتى ألف .


    ولكنك لن تكون كابني الذي ودعته أمه وعيناها تُدمع لفراقه .


    وستدمع الآن كل يوم لموت ابنها وشتان بين الدمعتين ..


    بني قد نكون قد كسبنا الجسد ولكنا فقدنا فيك المعني .


    ولن نمل الانتظار سننتظر ابنً آخر سيعود لأنني أبٌ لكل الأبناء الغائبين .


    سننتظر أنا وأمك ابننا ليعود لنا بحقنا في الحياة بكرامة على أرضنا .


    سننتظر ابننا الذي لم يفضل نفسه على وطنه .


    سننتظر ابننا الذي لن تدفعه أشواقه البسيطة ولا أنانيته الفارغة ولا نفسه الدنيئة بأن يعود كما ذهب .


    سننتظر ابننا الذي لن ينزل عن صهوة فرسه إلا ليحملنا معه نحو نصره .









    فهو شهدبإذن اللة


    فسننظر إلى السماء ونرفع لها أيدينا علها ترسل لنا ابننا في غيث ليحمل سيف النصر .









    فمتى سنجد ابناء كهذا الابن

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 6:23 pm